"مستقبل ويب" يجول في "حسبة صيدا":حساب الحقل ..ليس كبيدر " الكورونا"!
على الرغم من حال التعبئة العامة وتحديد أوقات معينة من النهار لفتح اسواق بيع الخضار والفاكهة بالجملة "الحسبة " ( بين الخامسة صباحاً والواحدة ظهراً) يفضل كثير من المواطنين في عاصمة الجنوب شراء احتياجاتهم من الخضار والفاكهة من " حسبة صيدا" . فمنذ منذ بدء ازمة " الكورونا" وحتى قبلها مع تفاقم الأزمة الاقتصادية وانعكاس ذلك بطبيعة الحال سلباً على الوضع المعيشي للعائلات المحدودة الدخل والفقيرة خصوصاً ، تحولت " الحسبة" الى مقصد رئيسي شبه يومي او كل بضعة ايام للكثيرين لأن اسعارها اقل عبئاً عليهم منها خارج السوق ولأنهم يجدون فيها كل الأصناف التي يحتاجونها وافضلها بحسب بعض المتسوقين ، بعدما اصبح بيعها خارج "الحسبة " ما يشبه بورصة خاضعة ليس فقط لنظام العرض والطلب وانما ايضاً لتداعيات تلك الأزمات ومحاولة بعض التجار استغلالها .
في جولة لـ" مستقبل ويب" في سوق بيع الخضار والفاكهة بالجملة " الحسبة " في صيدا ، بالتزامن مع حملة توعية نفذتها قوى الأمن الداخلي وشرطة بلدية صيدا وفوج الاطفاء فيها لتوجيه الباعة والمواطنين الى اهمية تطبيق الشروط والمواصفات الصحية خلال عمليات نقل البضائع وعرضها وخلال استقبال الزبائن والبيع والشراء داخل السوق منعا لحصول اية تجمعات واختلاط زمن الكورونا ، حيث اثنى اصحاب المحال والبسطات كما رواد السوق على التدابير الوقائية المتخذة من قبل البلدية والقوى الأمنية . لكن بالمقابل شكا بعض المتسوقين من تفاوت كبير بأسعار الخضار والفاكهة بين سوق الحسبة وبين باعة المفرق خارجه ، حيث يتخطى الفرق هامش الربح الطبيعي الى زيادة تصل في بعض الأصناف الى ألفين او ثلاثة آلاف ليرة.
يعزو البعض هنا رفع اسعار الخضار والفاكهة الى جشع بعض التجار والباعة او التهريب لبعض البضائع عبر الحدود ، ويعيده اخرون ايضا الى احتكار تجار لأصناف معينة وتذرعهم احياناً كثيرة بارتفاع سعر الدولار رغم ان العديد من انواع الخضار والفاكهة المنتجة لبنانياً ، سعرها غير مرتبط مباشرة بسعر صرف الدولار بالمباشر بالدولار وان كانت اكلاف زراعتها والمواد المستخدمة بالعناية بها مثل الكيماوي والأدوية الزراعية وشراء البذور والشتول ونقلها تأثرت بذلك، لكنها تسلم من قبل المزارعين في الحسبة بأسعار معقولة ، وبمجرد ان تصبح خارجه يعمد بعض التجار الى رفع السعر حتى يصل الى المواطن بزيادة تتراوح بين 1500 و3000 ليرة حسب كل صنف .
ويقول آخر ان بعض اصناف الفاكهة مثل الحمضيات سجلت طلباً متزايدا عليها منذ بدء ازمة الكورونا نظراً لكونها تحتوي على فيتامينات تساعد الجسم على التخلص من الأنفلونزا ويعتقد كثيرون ان الاكثار من تناولها يخفف من احتمالات الاصابة بالكورونا وبالتالي ادى ذلك الى ارتفاع اسعارها.
ويسأل أحد المواطنين عن سبب غياب الرقابة عن ضبط تفلت اسعار الخضار والفاكهة وتفاوتها بين الحسبة وخارجها ، و" ما حدا عم يحاسب "، ويعطي مثالا على ذلك " ان سعر كيلو البصل وصل الى 3000 ليرة بالمفرق ثم عاد وانخفض الى 2000 و1800 ، رغم انه يباع بـ1500 ليرة بالجملة ، ووصل سعر" شرحة" البطاطا الى 15 الف ليرة ، علما انها تباع في الحسبة بـ12 الفا، وسعر كيلو الكوسى وصل الى 3000 ليرة ثم تراجع الى 2000 وكيلو البندورة وصل 3000 ليرة رغم انه متوافر في الحسبة بسعر لا يتعدى 1500ليرة ".
ويطالب المواطنون وزارة الاقتصاد والمعنيين بوضع حد لهذه الفوضى في اسعار الخضار والفاكهة كما اسعار السلع الاستهلاكية التي تتضاعف فاتورتها مع كل أزمة مستنزفة ما تبقى لدى المواطن من قدرة على الصمود وتأمين الحد الأدنى من مقومات المعيشة
رأفت نعيم
التعليقات على الموضوع