اللبنانيون في أوكرانيا: الحياة طبيعية في كييف "ولا داعي للهلع!
تتجه أنظار العالم نحو أوكرانيا؛ حيث احتدام الصراع بين كييف وموسكو، ومن خلفهما عدد من الأطراف..
وبينما تتهم دول حلف شمالي الأطلسي روسيا باعتزام شن "غزو محتمل" لأوكرانيا، تؤكد موسكو أن الولايات المتحدة "ترعى حملة تضليل" لـ"اختلاق أزمة".
وفي سياق أجواء الحرب التي ترافق الازمة في أوكرانيا، تواصلت "النشرة" مع أبناء الجالية اللبنانية للاطلاع على أوضاعهم، لا سيما وان هناك عددا لا بأس به من الطلاب اللبنانيين في كييف، والذين لم ينتهوا حتى الساعة من أزمة الدولار في لبنان وتحويل الاموال الى الجامعات الاوكرانية حتى برزت الازمة مع روسيا.
مصادر بالجالية في اوكرانيا اشارت لـ"النشرة" الى ان "الخارجية اللبنانية دعت الى اخذ الحيطة والحذر بناء على المعطيات الاعلامية، ولفتت الى ان هناك ما بين 15 الى 20 بالمئة من اللبنانيين غادروا البلاد اثر الازمة المستجدة".
وكشفت المصادر بان هناك 3 أسباب لعدم مغادرة اللبنانيين أوكرانيا:
1- الوضع الاقتصادي السيء للبنانيين في اوكرانيا، وتكلفة السفر المرتفعة.
2- قناعة عند اكثرية اللبنانيين بان الحرب لن تتم كما هي الحال عند الاوكرانيين.
3- الطالب اللبناني متخوف من ردة فعل الجامعة بحال تخلفه عن الحضور، لا سيما وان ليس كل الجامعات في اوكرانيا تدرس عن بعد.
واوضحت مصادر الجالية بان "السفارة اللبنانية وضعت بتصرف المقيمين اللبنانيين ارقام كل من طوني الجميل واسعد الحكيم ليتوليا ادارة الازمة في اوكرانيا وتسهيل امور اللبنانيين بحال حصول اي تطورات".
وشددت المصادر على ان "الوضع الحالي في اوكرانيا لا يدعو الى القلق والحياة عادية، كما حركة السير والحياة في العاصمة كييف طبيعية جدا والسكان يمارسون حياتهم اليومية".
الدولة اللبنانية عاجزة
بدوره، أوضح مصدر مسؤول لـ"النشرة" بان "الدولة اللبنانية عاجزة ماديا ولوجستيا عن مساعدة اللبنانيين"، موضحا بان "الدعم يحصل عبر اللحم الحي، حيث يتم التواصل مع اللبنانيين عبر الهاتف لمساعدتهم".
وكشف بأن "هناك ما يقارب 1300 طالبا لبنانيا يتابعون دراستهم من كافة الاختصاصات، وهم لا زالوا يعانون من ازمة كورونا، ومن ازمة الدولار في لبنان، حيث ان القسط الجامعي يقارب الـ4000 دولار سنويا، ومن يتأخر عن الدفع تفصله ادارة الجامعة ولو كان على مشارف نهاية الدراسة".
ولفت الى ان "السفارة اللبنانية عملت لتسهيل الدفع على الطلاب وتقدمت برسالة الى وزارة التربية الاوكرانية والجامعات لتقسيط الدفعات على 4 مراحل، وقد تجاوبت اغلب الجامعات مع الطلب اللبناني وذلك لجدارة الطلاب اللبنانيين ومحبتهم من المحيط الاوكراني، الا انه اشار الى المعاناة الكبيرة للطلاب في موضوع دفع الاقساط، كما ان هناك نسبة منهم لا يستطيعون اكمال الدراسة".
وكشف عن وجود "ما يقارب نسبة الـ20 بالمئة منهم عادت الى بيروت، اغلبهم ممن يدرسون عن بعد وخاصة الفتيات، وقد نظمت السفارة اللبنانية عدة رحلات مبكرة للطائرات عن مواعيدها المفترضة لاجلاء اللبنانيين، وقد سافر عليها غالبية من اراد العودة".
وتحدث المصدر عن "ارتفاع اسعار السلع الاساسية من غاز ومحروقات نتيجة الازمة، كما ان اسعار المواد الغذائية ارتفعت ما بين 15 الى 20 بالمئة، وهذا يؤثر على مصاريف الطلاب اللبنانيين الذين يعانون اصلا من ازمة الدولار في لبنان".
واعتبر المصدر المسؤول بان "هناك حملة اعلامية قوية من الغرب فيما خصّ اوكرانيا، مما ادى الى القلق والخوف لذوي الطلاب، الا ان الوضع في اوكرانيا حتى الساعة لا يوحي بالقلق، ولا اجواء حرب في الشارع الاوكراني والحياة شبه طبيعية".
وعن عودة اللبنانيين، تحدث المصدر عن تسهيلات قامت بها السفارة اللبنانية للراغبين بالعودة، حيث عملت على تسهيلها واعفائهم من اجراء فحص الـ"pcr" وخفض تكاليف السفر، كما ان السفارة تتابع عبر الخطوط الساخنة بشكل يومي الاوضاع مع الجالية".
وختم المصدر قائلا "لا داعي للهلع" في الوقت الحالي.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين نصحت في الـ14 من شباط الحالي "اللبنانيين الموجودين في أوكرانيا بالمغادرة الطوعية السريعة إلى حين زوال التوتر وعودة الأمور لطبيعتها"، كما نصحت الطلاب اللبنانيين المسجلين في الجامعات الأوكرانية بالتواصل والتنسيق مسبقاً مع إدارة جامعاتهم للحفاظ على حقوقهم وضمان واجباتهم الأكاديمية.
التعليقات على الموضوع