مشاريع الرحاب السكنية

توضيح من بلدية بقسطا بشأن ازمة المياه في المنطقة


 

صدر عن بلدية بقسطا البيان التالي:

يهم بلدية بقسطا ان توضح للراي العام ولاهلنا سكان بقسطا حقيقة ما يحصل فيما خص ازمة المياه التي نعاني منها، لا سيما بعد الهجوم الكبير الذي تتعرض له البلدية بشخص رئيسها، على مواقع التواصل الاجتماعي وغيره، وسط دعوات للتحرك ضد البلدية، لذا يهمنا أن نوضح لأهلنا اين يجب ان يوجهوا جهودهم، من خلال توضيح المسؤوليات والصلاحيات وبعض الوقائع الملتبسة على البعض.

اولا، تتغذى منطقة بقسطا من مصدرين للمياه، الأول من جهة خط التغذية الآتي من مجدليون والذي يغذي حتى حدود البلدية الشرقية الشمالية تقريبا، والثاني الذي استحدث منذ عدة سنوات قرب البلدية ويغذي الجهة الغربية الجنوبية. وما يقال عن أن التغذية من جهة مجدليون تعمل بشكل طبيعي بينما الأخرى لا تعمل، هو كلام غير صحيح، وجل ما هناك حقيقة هو اختلاف ساعات التغذية بحكم اختلاف مصدر التيار الكهربائي، حيث ان الجهة الجنوبية تعمل حصرا على مولدات كهرباء تابعة لشركة مياه لبنان الجنوبي (وليست مربوطة بخط كهرباء الخدمات) وتعاني هذه المولدات من نقص دائم في مادة المازوت، وقد قامت البلدية على مدى سنوات بالمساهمة في تأمين المازوت عن طريق جهات سياسية وحزبية صيداوية وغيرها، حيث تحتاج هذه المولدات بالحد الأدنى الى 10.000 ليتر شهرياً لكي يكون الوضع "طبيعياً بالحد الأدنى"، بينما حقيقة لم نحصل في معظم الأوقات الا على 6000 ليتر كحد أقصى (بمعدل 1500 ليتر اسبوعياً) سواء من الجهات السياسية او من شركة مياه لبنان الجنوبي.

ثانيا، بحسب القانون، فان شركة مياه لبنان الجنوبي هي المرجع المختص بمعالجة مشاكل المياه على مستوى جنوب لبنان، وبالتالي لا صلاحية للبلدية في هذا المجال، لكن البلدية سبق وأن تجاوزت صلاحياتها بصفتها العامة او بصفة رئيس البلدية الشخصية، وعمدت الى تأمين حلول مؤقتة ضمن قدراتها المحدودة، سواء من خلال تأمين مولد على نفقتها الخاصة بكلفة 3500$ لتغطية 35 يوم الى حين تنفيذ وعود المسؤولين بحل المشكلة، او ربط المضخات بمجموعة العربي للمولدات الذي تكرم لفترة معينة بتحمل تكاليف هذا الموضوع.

لكن الازمة أكبر حقيقة من أن يحلها طرف واحد، وهي بحاجة الى حل جدي من شركة مياه لبنان الجنوبي، حيث سبق ان تواصل رئيس البلدية مع الشركة، من خلال مراسلات موثقة رسميا حول تعديل جداول التغذية وغيرها من المشاكل، كي نرفع المسؤولية عن انفسنا، وكانت هذه الجهود تثمر حلولا جزئية (من خلال تأمين المازوت) لكنها لم تصل يوماً الى حل جذري للازمة.

ثالثا، كما تتابعون ونتابع معكم، تقوم فعاليات مدينة صيدا ونوابها القدامى والجدد بمتابعة المشاكل هذه مع شركة المياه صاحبة الصلاحية (وليس بلدية بقسطا). ونحن بدورنا في البلدية نشد على ايدي المسؤولين السياسيين في الضغط للوصول الى انصاف منطقتنا من مشكلة يعاني منها كل لبنان حقيقة، وصيدا بشكل خاص، ومنطقتنا بشكل أخص لها نصيب أكبر من الاجحاف، لكن ان يتم تصوير الموضوع من قبل البعض (ولعله عن جهل لواقع الأمور) وكأنه لا مشكلة على مستوى لبنان او صيدا الا في منطقة بقسطا، فهذا غير واقعي.

رابعا، ليس الهدف من كلامنا رفع المسؤولية عن أنفسنا، بل على العكس، نحن نجهد على حلول ضمن صلاحيتنا تبصر نتائجها النور قريبا. اولها، بناء خزان مياه خاص ببقسطا فقط والذي سارت الأعمال فيه بشكل ابطأ نتيجة الازمة الاقتصادية وظروف المتعهد، لكن العمل فيه شارف على النهاية، وهو ليس حلاً جذرياً انما يساهم بتخفيف الازمة. وثانيها، يتم حاليا ردم ارض تابعة للبلدية لكي يصار الى اقامة مشروع طاقة شمسية يؤمن تغذية مستدامة خلال النهار للمضخات. كما تلفت البلدية الى انها مستعدة للذهاب الى ابعد الحدود في استثمار ممتلكات البلدية لخدمة المصلحة العامة، فمن لديه اقتراح مفيد وعلمي فليتفضل، اما الانتقاد عن بعد دون معرفة بتفاصيل الأمور، فهو امر لا نرضاه لأنفسنا ولا لسكان بلديتنا.

خامسا، منذ تولي البلدية مهامها عام 2016، لاحظ الجميع النهضة النوعية في العمل البلدي التي ظهرت واضحة في منطقة بقسطا، وخلال 3 سنوات حتى اواخر 2019، نجحنا بتحقيق انماء حقيقي لكل المنطقة دون تمييز (كما يحلو للبعض للأسف ان يصور، ومن لديه اثبات فليتفضل)، لكن شاءت الظروف ان نمر بأزمة اقتصادية، تضاءلت معها موارد البلدية نتيجة التضخم المالي وانهيار سعر الصرف، حيث اصبحت ميزانية البلدية بالكاد تكفي لاعمال الصيانة الروتينية للطرقات والخدمات الأخرى، وهذا لم يترك مجالا امامنا للاستمرار بمسيرة تطوير المنطقة التي سبق ان بدأناها. لكن رغم ذلك، نحن مستمرون بالعمل بالموارد المتاحة، ولعلنا مقصرون في الناحية الاعلامية بأننا لا نضيء على كل لقاء او تنسيق او جهد نقوم به مع الفعاليات والمسؤولين لحلحلة الأمور، ولا ننشر كل صغيرة وكبيرة الا لحين انتهاء العمل منها، لأننا لسنا هواة استعراض بل نسعى لايجاد حلول حقيقية، لكن لعل هذا التقصير الاعلامي سمح لبعض الاشاعات ان تنتشر، لذا سنقوم من الآن فصاعدا بإطلاعكم من خلال الاعلام على تفاصيل كل جهد او خطة تقوم بها البلدية.

سادسا واخيرا، يا اهلنا الكرام... ان باب بلديتكم مفتوح دائما لأي استفسار او استيضاح او اقتراح عملي لتخفيف الازمة، ونحن واياكم في زورق واحد، وما يصيبكم يصيبنا... واننا نأسف لبعض الخطاب الذي يوحي وكأن هناك تمييزا بين بقسطا الضيعة وبين امتدادها السكاني، بيما الحقيقة انه لا فرق، وفعاليات المنطقة ولجنتها الاجتماعية تشهد كيف ان البلدية بشخص رئيسها كانوا سباقين الى خدمة الجميع دون استثناء، وهذا واجبنا ولا منة لنا فيه. لذلك، فان الدعوات التي يتم تناقلها والتي تدعو للتظاهر مقابل منزل رئيس البلدية وكأن لديه حلول لم يتخذها، لن تؤدي الى نتيجة، لأنه جهد في المكان الخاطئ. دعونا نتعاون سويا في هذه الأزمة، لنصب جهدنا حيث موقع المسؤولية عند اصحاب القرار، في شركة مياه لبنان الجنوبي وشركة كهرباء لبنان وغيرهم، وستجدوننا ان شاء الله معكم في الصفوف الأولى.


ليست هناك تعليقات