قُتل بسبب ربطة خبز!
ليست طوابير الخبز جديدة على اللبنانيّين، فقبلها طوابير البنزين، حتى رُفع الدعم عن الصفيحة. وليست مظاهر التكسير والاشكالات على المحال أيضاً غريبة على يوميّاتنا، فقد شهدنا على اعتداءات مماثلة على المصارف ومحطات المحروقات والصيدليّات...
يخرج وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام ليؤكّد أنّ كمّيات من القمح يصل حجمها إلى 50 ألف طن ستدخل خلال 10 أيام وتكفي لشهر ونصف الشهر. تقابله نقابات المخابز والأفران التي ترفع الصوت للمطالبة بضرورة تنظيم عمليات استيراد القمح وتوزيعها على المطاحن العاملة بشكل عادل في ظل رقابة فاعلة. تعلن لجنة مشتركة عن آلية لمراقبة وصول القمح، وإعتماد مبدأ الشفافية في التوزيع. إقرار مجلس النواب اتفاقية قرض البنك الدولي لاستيراد القمح. وبين هذا كلّه: أين القمح؟ وأين ربطة الخبز؟
اللعبة باتت مكشوفة: رفع الدعم عن القمح أساس الحلّ ولا انفراجات قبل ذلك. إمّا الذل للحصول على ربطة خبز أو شراؤها بـ30 ألفاً أو أكثر.
وسط هذا كلّه يبقى المواطن ضحية تلاعب مافيات الطحين وتهريبه أو حتى صناعة كلّ أنواع الحلويات والمعجّنات بالقمح المدعوم باستثناء الرغيف. وضحيّة عبء النازحين السوريين الذين لا ينفكّون يزاحمون اللبنانيّين على لقمة عيشهم ويصطفّون بالمئات بالطوابير لساعات وساعات وبعضهم 4 أفراد وأكثر من عائلة واحدة لشراء ربطة خبز.
ولكن ما حصل اليوم على المسلك الغربي لأوتوستراد حالات أمام أحد الأفران لا بدّ من التوقف عنده. فقد صدمت سيارة شخصاً وهو يعبر الأوتوستراد حاملاً ربطة خبز، وفق شهود عيان.
إنّه بالفعل مشهد تراجيديّ. فإمّا أن يموت اللبناني بحثاً عن الخبز أو أن يموت جوعاً!
مريم حرب mtv
التعليقات على الموضوع