عن وفيق كالو الذي تسلح بأبوته .. وانتصر لحق طفله الرضيع بالحياة !
انتهت حادثة اقتحام بلوم بنك -فرع ايليا- صيدا بسلام بانتزاع وفيق كالو حقه في انقاذ طفله الرضيع قبل ان يتوقف قلبه المثقوب عن الخفقان .. اكثر من ساعتين كانت قلوب كثيرين تخفق داخل فرع المصرف المذكور وخارجه ، لا خوفاً من وفيق، بل تضامناً معه وتأثراً بمأساة طفله حتى من موظفي الفرع نفسه ومن عائلات بعضهم الذين سارعوا الى المكان وافترشوا الأرض خارج المصرف جنبا الى جنب مع والدي وفيق المدافعيَن عما قام به حتى آخر بالكلمة والصوت المبحوح والعين الدامعة..يؤكدان لهم ان ابنهما صاحب حق .. وصاحب الحق سلطان .
اكثر من ساعتين ونيف بقي وفيق داخل فرع المصرف بعدما أوصد الباب بوجه الداخل والخارج ، وطلب اعطاءه مبلغ 5000 دولار كاش من ثلاثة حسابات له لدى المصرف .. وهنا بدأ التفاوض مباشرة مع ادارة المصرف في بيروت ، التي فاوضته بداية على حسم المبلغ من حسابه بالليرة اللبنانية على اساس 8000 ليرة للدولار الواحد لكنه رفض ،وبعد تدخل القوى الأمنية واخراج المودعين الذين كانوا متواجدين في الداخل استمر التفاوض بين وفيق وادارة البنك بين اخذ ورد الى أن استقر على حل وسط يقضي بتسليمه مبلغ 280 مليون ليرة .
الكل تضامن مع وفيق ،الذي لم يكن مسلحاً الا بأبوته وتمسكه بجنى عمره الذي سلب منه ، وكي لا يسلب حق طفله في العيش بقلب سليم . " انا صاحب حق " قالها مراراً .. مسلحاً بارادة قوية وسخط مقيم على الأوضاع ولم يؤذ أحداً ولا حتى نفسه ، لأنه مسالم بطبيعته وطفله وعائلته كانوا ينتظرون عودته..
انتهى فصل آخر من فصول اقتحامات المصارف من قبل مودعين، لم يكن ما جرى مع وفيق أولها ولن يكون آخرها ، لأن هناك في كل بيت واسرة ومدينة ومنطقة ، مواطناً ومودعاً مسلوب الحق في ماله ، يريد أن ينقذ ابنه من المرض والموت ، و يريد أو يعلم ابناءه ، و يريد تأمين ولو حد أدنى من عيش كريم لأسرته ..
رأفت نعيم
التعليقات على الموضوع