الطيور تهدد سلامة الطيران المدني في لبنان..وخلافات حول طريقة معالجتها! ( فيديوهات )
عادت ظاهرة الطيور الموجودة في محيط مطار رفيق الحريري الدولي إلى الواجهة من جديد، لتُهدِّد سلامة حركة الطيران المدني ، ورغم خطورة هذا الامر لا يوجد حتى الان حلولاً مستدامة من جانب الدولة اللبنانية..
وقد انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر حركة الطيور في أثناء إقلاع طائرات أو هبوطها، وأخرى ميتة على المدرج أو عالقة في المحرّك، الأمر الذي أثار ردود فعلٍ غاضبة طالبت بحلّ هذه المشكلة قبل حصول أي كارثة.
من جهته قال رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، في تصريح صحافي، إن قضية الحمام والطيور المحيطة بالمطار تشكل خطراً على الملاحة الجوية، ونحن بانتظار أن يحرك وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي الملف، لافتاً إلى أن الحل يكون إما عبر القوى الأمنية، أو بأن يسمح لنا بجلب صيّادين لقتل الطيور.
وكان الحوت قد تقدّم بطلب من وزارة الداخلية لجلب صيادين لقتل الطيور على غرار ما حصل عام 2017، ما أثار ردود فعل مستنكرة وغاضبة من قبل ناشطين وضعوا هذا التصرّف الذي قد تلجأ إليه السلطات اللبنانية في خانة المجزرة التي ترتكب بحق الطيور، فيما الحلول ينبغي أن تكون مستدامة وتعالج أصل المشكلة الجاذبة لها، وعلى رأسها النفايات.
الا ان هذا التصريح اثار جدلاً واسعاً وحملات على مواقع التواصل الاجتماعي ضدّ طلب الحوت باعتبار ان هذا الطلب سيؤدّي الى موت العديد من الطيور، ومنها النورس الذي يعتبر نادراً في لبنان، ولكن الطيور الموجودة في محيط المطار ليست فقط طيور النورس بل أيضاً الطيور الصغيرة وطير اليمام، وذلك بسبب بعد مكبّ الكوستا برافا 150 متراً عن المطار.
فقد اشارت الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الحيوان غنى نحفاوي لـ"العربي الجديد"، إن الدولة اللبنانية تريد أن ترتكب مجزرة جديدة بحق الطيور، كالتي أقدمت عليها في يناير/ كانون الثاني عام 2017، بذريعة معالجة أزمة تهدد الملاحة الجوية، بينما لا تبادر إلى حلول مستدامة.
وأوضحت نحفاوي أن أنواع الطيور عديدة، منها المهاجرة والنورس والغطاس والحمام أيضاً، وهناك مسؤولية كبيرة على "كشاشي الحمام" بالقرب من المطار المتروكين من قبل الدولة اللبنانية بلا محاسبة أو ملاحقة، كحال مطلقي النار.
وأشارت نحفاوي إلى أن هناك عوامل جذب كثيرة لهذه الطيور، يفترض التوقف عندها وحلّها لمعالجة هذه الأزمة بدل اللجوء إلى خيار الصيادين، أبرزها مكبّ الكوستا برافا والنفايات المتكدّسة، المياه الحلوة الراكدة والمجارير، مشددة على أن الإنسان طبعاً يبقى أولوية، وكذلك سلامة الناس والطيران، لكن هناك حلول حضارية وإنسانية بديلة، حتى إنها أقل كلفة تتبع في الدول ومطارات العالم.
من هذه الحلول، تقول نحفاوي "تركيب ماكينات لأصوات الطيور الجارحة تخيف الطيور الموجودة وتبعدها، علماً أن الدولة ادعت تركيبها وأن الطيور اعتادتها وتأقلمت، ومع ذلك هناك أساليب أخرى أيضاً، مثل تركيب جهاز صوتي لا يسمعه المواطنون، بل فقط الطيور، ويسبب لها الإزعاج والخوف. وكذلك، يمكن تركيب ماكينات تحاكي المفرقعات النارية وترعب الطيور.
وتضيف نحفاوي: "كذلك يمكن اعتماد حل مبتكر وسهل، هو عبارة عن طيارات ورق تخصّص على شكل طيور جارحة كبيرة تخيف أيضاً الطيور المهاجرة"، مشيرة إلى أن "كل هذه الحلول مجتمعة تبقى حتى أقلّ كلفة من استقدام الصيادين ودفع تكاليف الخرطوش وما إلى ذلك، لكن للأسف، الدولة تلجأ دائماً إلى طرق الإبادة والقتل، وتلعب على وتر أن قتل الطيور ضرورة أمام الخطر الموجود على الإنسان، وبأن أي حادث قد يحصل بسبب الطيور سيقتل أرواحاً بشرية، علماً أن حتى القتل لن يكون الحل، وستأتي أفواج ثانية من الطيور، خصوصاً أن أسباب الأزمة لم تحل".
من جهته، يعتبر وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال، ناصر ياسين، أن هناك الكثير من الطرق لإبعاد الطيور عن حرم مطار بيروت الدولي من دون قتلها.
ووجه ياسين كتاباً إلى وزارة الداخلية، فيه معطيات متوافرة لدى وزارة البيئة بهذا الصدد، وترتكز أيضاً على إفادة خبير أجنبي، بأهمية تركيب أجهزة في مدرجات المطار لإبعاد الطيور، وهي من التقنيات المستخدمة على نطاق واسع في مختلف المنشآت التي يجب إبعاد الطيور عنها، بما فيها المطارات.
إشارة الى ان سلامة الطيران في لبنان مهددة ايضا بسبب ظاهرة الرصاص الطائش الذي يطلَق في محيط المطار ويصيب الطائرات، أحدثها ليلة رأس السنة حيث اصيبت طائرتين تابعتين لطيران الشرق الأوسط في مطار بيروت الدولي برصاص طائش،و قبل أسابيع ايضاً أصيبت طائرة تابعة لطيران الشرق الأوسط كانت آتية من الأردن إلى بيروت برصاصة طائشة أثناء هبوطها في المطار من دون تسجيل إصابات.
التعليقات على الموضوع