تطوّرات جهنّميّة في لبنان: فوضى وتفلّت... والدولار بـ100 ألف؟!
دخلت البلاد في نفق مظلم، فبوادر الحلحلة مجهولة المصير ولا يوجد ما يطمئن، فناقوس الخطر يدّق، والمؤشرات سلبية أكثر من أي وقت مضى، ما ينذر بإنفجار اجتماعي آتٍ لا محال، وخشية من ان يترافق مع فوضى وتفلت امني، حيث لا يمكن استبعاد هذا السيناريو من دائرة الإحتمالات، على خلفيّة الارتفاع المستمر في سعر صرف الدولار، الذي تخطى الـ 54 الفاً، شاقاً طريقه ربما الى الـ 100 الفاً خلال شهر، فمن سيردعهُ؟
ووسط هذا الانحدار الشامل، الذي يتحمل مسؤوليته اهل السلطة، على وقع الاختلافات والانقسامات والتعطيل والشغور والكيديات والعناد والانحدار المستمر في الضمير والاخلاق والوجدان والانسانيّة، يعتبر احد المراقبين أنّه ليس مستبعداَ أن كل ما يحصل يؤشر لتحرك عام كبير في البلد شبيه بإنتفاضة 17 تشرين، لكنّ بوجه آخر، قد يرتدي طابعاً عنفيّاً، يبدأ بالتعدّي على الممتلكات العامة والخاصة دون معرفة الى اين ستنتهي، فالخشية فعلاً من أن نكون قد بدأنا مرحلة يمكن أنّ تؤدي الى اغتيالات.
اكثر من ذلك، شكلت عودة المحقق العدلي في ملف تفجير المرفأ القاضي طارق البيطار، مفاجأة لدى الجميع، وأحدثت نوعاً من البلبلة اذ قرر العودة إلى الملف والنظر به، بناءً لاجتهاد قانوني مبرر بمواد قانونية، وصَفتهُ مرجعية دستوريّة بالسجال القانوني السياسي- القضائي، الذي سيؤدي حتماً الى اشتباكٍ كبير، يدفع ثمنه اهالي الشهداء وعائلات ضحايا انفجار المرفأ، في سعيهم الى الحقيقة، اذ ترجح مصادر متابعة تصعيد مُرتقب و"تكبيل" يدّ البيطار مجدداً.
وبعدما، حدد القاضي البيطار مواعيد لاستجواب المدعى عليهم في قضية انفجار مرفأ بيروت، رد عليه سريعاً مدعي عام التمييز غسان عويدات في كتاب قال فيه إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا… وفي هذا السياق، قال عويدات ايضا: ليس صحيحاً أنني سأدّعي على البيطار وهذا الأمر غير وارد والاخير يده مكفوفة وقرار عودته إلى العمل غير قانوني، واضاف:"البيطار تجاهلنا واعتبرنا مش موجودين كنيابة عامة ونحنا كمان منعتبره مش موجود".
كل تلك التطورات "الجهنمية"، من شأنها انّ تحدث صدمة في لبنان والخارج، ولا بد من التذكير هنا، على مستوى الرسائل الخارجيّة التي حذرت في الأشهر الماضية، من إمكانيّة الذهاب إلى هكذا سيناريو، ولعل ابرز ما جاء على لسان مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى "باربرا ليف"، في مطلع تشرين الثاني الفائت التي حذرت من أن لبنان مفتوح أمام كل السيناريوهات، بما فيها تفكك كامل للدولة، وقالت إن اللبنانيين سيضطرّون على الأرجح إلى تحمّل مزيد من الألم قبل تشكيل حكومة جديدة.
"شادي هيلانة - وكالة أخبار اليوم"
التعليقات على الموضوع