مشاريع الرحاب السكنية

تعديل قرار حركة "اليونيفل" لن يمر!




 إلى نيويورك طارت ممثلة الأمين العام للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا لرفع تقريرها متضمنًا الاحاطة الدورية حول الوضع فيه إلى الأمين العام انطونيو غوتيريس تمهيدًا لبحثه يوم الخميس المقبل، 20 الحالي، على ان يتم في الأسبوع الأخير من آب التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان.


رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أبلغ قائد اليونيفل الجنرال ارولدو لازارو والمعنيين دوليًا أنّ وزير الخارجية عبد الله بوحبيب سيرأس الوفد اللبناني الى اجتماعات نيويورك، ساعيًا إلى إزالة الفقرة التي تضمّنها قرار التجديد  لقوات اليونيفل العام الماضي حول توسيع حركتها في الجنوب، مقابل استعداد الجيش اللبناني لمواكبتها في تحركاتها مع تأمين المحروقات والبنزين له. وللغاية وبهدف حشد الدعم الدولي لتحويل الرغبة اللبنانية الرسمية إلى واقع بتعديل نص القرار، أدار بو حبيب كل محركاته الدبلوماسية وعقد اجتماعات مع معظم سفراء الدّول الأعضاء في مجلس الأمن، بريطانيا هاميش كويل، فرنسا آن غريو التي تغادر لبنان في آب المقبل لاستلام مهامها كمديرة لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية ويخلفها هيرفيه ماغرو في بيروت، روسيا ألكسندر روداكوف. وبالتوازي تحركت بعثات لبنان الدبلوماسية في الخارج للتسويق للتعديل.


الفقرة التي تضمنها قرار التجديد لليونيفل العام الماضي كانت نصّت على أنّ "قوات اليونيفيل لا تحتاج إلى إذن مسبق من أيّ شخص للاضطّلاع بالمهام الموكلة إليها، ويُسمح لها بإجراء عمليّاتها بشكل مستقلّ"، وقد أنجز لبنان مبدئيًا التعديل لتوزيعه على الدول المعنية متضمنًا إشارة الى وجوب مواكبة الجيش لدوريات اليونيفل، لضمان عدم تكرار سيناريو الحادثة التي حصلت منتصف شهر كانون الأول الماضي، حينما تم الاعتداء على دورية للكتيبة الايرلندية ما ادى إلى مقتل الجندي الآيرلندي شون روني، وجرح آخرين.


وفيما بقيت القواعد الّتي كان معمولًا بها ميدانيًا من دون تغيير يذكر على مدى العام الماضي، أكّدت مصادر عسكرية لـ"المركزية" أنّ القرار في هذا الخصوص يخضع للسلطة السياسية والأمر متروك لها. إلّا أنّ المعلومات المتصلة بهذا الملف تؤكد أن لا قدرة ميدانية للجيش لمواكبة دوريات اليونيفل كافة في ضوء نقص في العديد، إضافة إلى الازمة المالية التي يقبع في ظلها كما سائر مؤسسات الدولة، ما يحد أيضًا من قدرته على المواكبة.


في المقابل، تستهجن مصادر اليونيفل عبر "المركزية" ازدواجية التعاطي معها، إذ إنّها في مقابل تمتعها بصداقات كثيرة في البيئة الحاضنة للمقاومة، خصوصًا مع السلطات البلدية التي تطلب منها دائمًا مساعدات أو تمويل مشاريع معينة فتلبي، يتم تصوير العلاقة معها بالعدوانية حينما يتصل الأمر بوجودها وحركتها في المنطقة وهو شأن غير صحيح، وتضيف ان احترام حرية تحرك اليونيفل ضمن نطاق صلاحياتها المنصوص عنها في القرارات الدولية حق مُصان، وقد أكّد ذلك الاجتماع الذي عقد في السراي الحكومي منذ أيّام.


وفي حين ترددت معلومات أنّ الدول التي راجعها لبنان في شأن الغاء التعديل الذي طرأ على قواعد الاشتباك وعمل اليونيفل في الجنوب، نصحته بعدم الاقدام على خطوة من هذا النوع وتاليًا المطالبة بالتمديد لليونيفيل من دون أي تعديل، خشية أن ينعكس ذلك سلبًا على لبنان، توقعت مصادر سياسية مطلعة أن يُصار بعد تقديم فرونتسكا تقريرها ورفعه من قبل غوتيريس إلى رئيس المجلس بدورته الحالية وتوزيعه على الأعضاء ألّا يطرأ أي تغيير في متن القرار الذي تشير إلى أنّ الدول الأعضاء شرعت في مناقشة مسودته، علمًا أنّ ترؤس وزير الخارجية الوفد إلى نيويورك، مردّه على الأرجح إلى غياب رئاسة بعثة لبنان في مجلس الامن بفعل إحالة السفيرة أمل مدللي الى التقاعد واجراء ما يلزم من مشاورات لمحاولة تعديل القرار.


"المركزية"

ليست هناك تعليقات