المفتي دريان يدق ناقوس الخطر...لا لمشروعي ولاية الفقيه والفيدرالية!
لم يعد خافيا أن كل مشاريع الحلول واللقاءات الثنائية أو الثلاثية أو حتى الخماسية التي تعقد في الخارج لن تأتي بحل لعقدة الأزمة اللبنانية التي تبدأ بالفراغ الرئاسي وصولا إلى الأزمات المالية والمعيشية.
من هذا السياق، جاء كلام مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال حفل تكريمه بدعوة من عضو المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى عبد الله شاهين، حيث ناشد القوى السياسية التنازل عن مصالحها الذاتية لمصلحة لبنان الوطن ومؤسساته الدستورية، والتأكيد على أن الحل لن يكون إلا بالتنازل المتبادل بين الجميع، يؤكد على المؤكد: الحل يجب أن يبدأ من الداخل، وتحديدا بالعودة الى الميثاق الوطني.
لا شك أن المرحلة الحرجة التي وصلت إليها الأمور في لبنان بدأت تشكل قلقاً كبيراً لدى مفتي الجمهورية، وكان لا بد من دق ناقوس الخطر. وما الرسالة التي توجه بها مباشرة إلى النواب عموما ؛ونواب المسلمين السنة خصوصا حيث طلب منهم توحيد الصفوف في الأمور الميثاقية والوطنية لإنقاذ لبنان وموقع رئاسة الجمهورية إلا دليل على التماسه تجاوز الخط الأحمر.
وما لم يصرح به المفتي دريان في المباشر، اوضحه رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط لـ"المركزية". فإلى دقة المرحلة التي وصلت إليها الأمور"هناك طروحات بدأت تطفو على الساحة اللبنانية ولا تصب في مصلحة لبنان الوطن السيد الحر والمستقل. ومن هذه الطروحات الدعوات المتكررة لمشروع الفيدرالية التي ترفعها كتلٌ وجماعات، وأخرى تطرحها ثنائيات وثلاثيات أو رباعيات وهي تشكل جزءا من مشروع ولاية الفقيه ومرتبطة بمشاريع إقليمية" ايرانيه وغيرها.
لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه. عبارة يصر على تكرارها القاضي عريمط ويعقّب: "إنقاذ لبنان وإعادة نهوضه مجددا هو بيد المسلمين السنة في لبنان كما سبقهم الى ذلك الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 1990.من هنا كانت دعوة المفتي دريان إلى النواب بصورة عامة، ونواب المسلمين السنة بصورة خاصة؛ ليقول لهم إن إنقاذ لبنان هو بوحدتكم والتزامكم الوطني ، وهم الذين ما زالوا يلتزمون بوثيقتين أساسيتين تؤكدان على لبنان السيادة والحرية والإستقلال والتفاعل مع محيطه العربي. الأولى وثيقة الثوابت الإسلامية العشرة التي صدرت من دار الفتوى عام 1986 والتي أكدت على نهائية لبنان لجميع أبنائه في إطار قيام الدولة الوطنية الجامعة. والثانية هي وثيقة الوفاق الوطني( وثيقة الطائف ) التي أكدت على قيام الدولة وحريتها واستقلالها وعمقها العربي".
يُقلق طرح مشروع الفيدرالية من جهات سياسية عديدة في لبنان. حتى المؤيدين لها يدركون تماما أن لطرحها في هذه المرحلة الدقيقة عواقب وخيمه . ومجرد الدعوة اليها يستلزم دق ناقوس الخطر "لبنان بدأ يصل إلى الخطوط الحمراء. من جهة هناك ثنائية،ومن جهة أخرى هناك ثلاثية. ولكل منهما مشروعها الذي يتناقض مع دور لبنان الوطن والرساله في هذا الشرق العربي. لبنان هو وطن الرسالة كما قال عنه القديس يوحنا بولس الثاني، ولا يتصوره مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان من دون رسالة عيش مشترك وبعيدا من محيطه العربي. إذا دعوة المفتي دريان هي جرس إنذار وعلى النواب المسلمين السنّة أن يوحدوا صفوفهم لا لإنقاذ طائفة أو مذهب إنما لإنقاذ الوطن الرسالة".
الأكيد ان دور دار الفتوى ومفتي الجمهورية في هذه المرحلة يتلاقى مع موقف المفتي الشهيد حسن خالد الذي أكد في وثيقة الثوابت الإسلامية العشرة على لبنان السيد الحر العربي المستقل، في وقت كان لبنان يتمزّق شظايا بين مشاريع متقاتلة على الساحة اللبنانية. إنطلاقا من هذه الثوابت، يضيف القاضي عريمط، يتلمّس المفتي دريان أن لبنان على وشك أن تمزقه المشاريع المتصارعة على الساحة اللبنانية . وخلاص لبنان يكون بنهوض المسلمين السنة ولعب دورهم التاريخي في الحفاظ على لبنان السيادة والكيان ؛ وهذا يتلاقى مع التوجهات والرغبات العربية والدول الصديقة للبنان. وإذا كان لدى بعض الفئات في لبنان ؛ مشاريع إقليمية او فدرالية تقسيمية؛ فإن مشروع المسلمين السنّة هو الدولة الوطنية برئيسها المسيحي الماروني لكل لبنان؛ والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين أياً كان عدد المسيحيين؛ وبإيقاف العدّ كما قال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وان ليس للمسلمين السنه في لبنان مشروع خارج اطار الدولة الوطنية ومؤسساتها كما يؤكد المفتي دريان باستمرار ٠
هل يتلقف نواب المسلمين السنة نداء المفتي؟ " يجيب القاضي عريمط ؛أية تعديلات تطرح هنا وهناك مرفوضة وستبقى مرفوضة لأنها تؤدي إلى خراب لبنان وانهاء وجوده كوطن ورسالة. وبوحدة نواب المسلمين السنة ومعهم النواب المسيحيين الوطنيين يمكن إخراج لبنان من جاذبية المشروع الإيراني؛ ومشروع الفيدرالية والوصول إلى قيام الدولة الوطنية الجامعة والقوية والعادلة؛ وهذه دعوتنا في هذه المرحلة من تاريخ لبنان.
نكرر هل يستجيب النواب لنداء المفتي؟ " النواب المسلمون السنة بأكثريتهم ملتفوّن ومتعاونون وملتزمون بالتوجهات الوطنية لمفتي الجمهورية، وهناك عدد كبير ولا بأس به من النواب المسيحيين الذين يلتقون معه لقيام الدولة الوطنية العادلة والقوية. وهناك مرجعيات اسلامية ومسيحية ؛وفي مقدمها البطريرك بشارة الراعي يلتقون مع دعوة المفتي دريان الرافضة لنموذج المشروع الإيراني بكل مندرجاته ؛والرافضه بنفس القوة لمشروع الفيدرالية بكل مسمياتها لأنهما يؤديان إلى تغيير الوجه الحضاري للبنان ؛ وإنهاء والغاء كيان لبنان الوطن والتنوع والريادة في هذا الشرق العربي " يختم القاضي عريمط.
"المركزية"
التعليقات على الموضوع