لجنة التحقيق" تنجز تقريرها اليوم... وعين الحلوة على المحك
أكدت مصادر فلسطينية مسؤولة لـ"النشرة"، أن الأوضاع الأمنية في عين الحلوة ما زالت على حالها هشة وقابلة للانفجار في أيّ لحظة، إذ كل المؤشرات الميدانية تشير إلى أن الاشتباكات التي دارت بين حركة "فتح" و"المجموعات الإسلامية" المتشددة، وأسفرت عن سقوط 12 قتيلا وأكثر من 65 جريحا، توقفت ولكنها لم تنتهِ... بانتظار جولة جيدة من المعارك لا أحد يعرف متى تبدأ وكيف تنتهي.
وأوضحت هذه المصادر، أن "ساعة الصفر" ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنتائج "لجنة التحقيق" التي شكلتها "هيئة العمل المشترك الفلسطيني" في لبنان برئاسة اللواء الفتحاوي معين كعوش، لكشف الجناة في جريمة اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء أبو أشرف العرموشي وعبد الرحمن فرهود وتسليمهم إلى القضاء اللبناني مع الصعوبات التي تحول دون ذلك.
مؤشرات ميدانية
وفي ترجمة للمؤشرات الميدانية التي تثير القلق وتشي بجولة جديدة من الاشتباكات استمرار التدشيم من الطرفين، إبقاء الطرقات مقفلة في منطقتي الطوارئ والتعمير والشارع الفوقاني من البركسات حتى رأس الأحمر مع الدشم والسواتر الحاجبة للرؤية، عدم عودة كل العائلات النازحة في مناطق التوتر حتى الآن، وعدم إجراء أي مسح لأضرار الاشتباكات في أي من المناطق.
والأهم في هذه المؤشرات ما أعلنته وكالة "الأونروا" عن دخول مسلّحين إلى مدارسها والبقاء فيها والقيام بأعمال التدشيم فيها، ما دفعها إلى تعليق خدماتها موقتا بعد يوم واحد على دعوتهم إلى إخلائها فورا على اعتباره أنّها انتهاك صارخ لحرمة مباني الأمم المتحدة بموجب القانون الدولي.
ووفق تقارير "الأونروا"، فإنّ المجمع الذي يقع بين منطقتي الطوارئ والشارع لفوقاني، يحتوي على أربع مدارس توفّر التعليم لـ3,200 طالب، ويتمركز في ثلاثة منها (بيسان، الناقورة وصفد) الناشطون الإسلاميون وفي الرابعة (السموع) حركة فتح–الأمن الوطني، مؤكدة أن استمرار التواجد فيها يُهدد حيادية منشآت "الأونروا" ويقوض سلامة وأمن موظفيها واللاجئين الفلسطينيين.
وتخشى التقارير نفسها، من تداعيات الاشتباكات على العام الدراسي الجديد مع حجم الخسائر المادية التي أصابت المدارس سيما وأن "الأونروا" لم ترسل حتى اليوم أيّ فريق منها لمعاينة الأضرار وتحديد حجمها ومدة ترميمها وصيانتها، علما أنّ العام الدراسي سيبدأ في الأسبوع الأول من شهر تشرين الأوّل بالتوازي مع المدارس اللبنانية.
وقد أبلغت مديرة "الأونروا" في لبنان دورثي كلاوس، القوى الفلسطينية أكثر من مرة بضرورة تحييد منشآت "الأونروا" عن أيّ صراع وحمايتها بما فيها المدارس وفي جميع الأوقات والتي يجب أن تكون ملاذاً آمناً للطلاب وأماكن يسودها السلام حيث يمكنهم التعلم واللعب. ودعت جميع الجهات المعنية إلى إخلاء مبانيها فوراً حتى تتمكن من استئناف الخدمات وتقديم المساعدة إلى جميع اللاجئين المحتاجين في المخيم.
فيما الأخطر في هذه المؤشرات، سيل الإشاعات المغرضة والمشبوهة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وخاصة منها مجموعات "الواتس آب" عن الطلب من أبناء المخيم مغادرته حينا، أو استقدام "فتح" لمقاتلين جدد من مخيمات أخرى، ناهيك عن إلقاء قنبلة هنا أو "مولوتوف" هناك، وغيرها من "الخبريات" لتضيف الزيت على النار بهدف المزيد من التوتير ودفع الأوضاع نحو الانفجار.
حسابات سياسية
يقابلها قراءة فلسطينية بالحرص المماثل على عدم تفجير الأوضاع الأمنية في المخيم، على خلفية القناعة بأن الهدف جر المخيمات إلى صراع بعد مرحلة من الاستقرار من جهة، أو تكرار تجربة نهر البارد من جهة أخرى، وصولا إلى تحقيق مخطط يستفيد منه العدو الصهيوني بتصفية القضية الفلسطينية وشطب حق العودة التي ما زالت المخيمات وسلاحها تمثل رمزية في الدفاع عنها إلى حين العودة.
في الخلاصة، عين الحلوة على المحكّ مع إنجاز "لجنة التحقيق" مهامها اليوم، الأكيد أن الجميع في مرحلة حبس الأنفاس بانتظار ماذا ستقرر "هيئة العمل المشترك الفلسطيني" في لبنان بعد تسلمها تقريرها النهائي حيث ستبني على الشيء مقتضاه.
*النشرة*
التعليقات على الموضوع