العدوان على غزة مستمر..انسحاب لواء غولاني ومجلس الأمن الدولي يرجئ مجددا التصويت على مشروع قرار بشأن غزة!
واصلت إسرائيل حربها الدموية على قطاع غزة لليوم الـ77 وسط تصاعد حدة القتال بين قواتها وفصائل المقاومة الفلسطينية التي أظهرت قدرتها على إطلاق صواريخ نحو تل أبيب، وإجبار كتيبة تتبع لواء غولاني على الانسحاب من القطاع.
ويخوض مقاتلو المقاومة اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مختلف محاور القتال داخل قطاع غزة لا سيما في شمال قطاع غزة ومناطق شرق خانيونس، بينما استمر القصف الإسرائيلي الجوي والبحري والبري على مناطق القطاع.
وكان القصف أكثر شدة على الجزء الشمالي من قطاع غزة، حيث أمكن رؤية ومضات برتقالية من الانفجارات ودخان أسود مع بزوغ الفجر عبر السياج الحدودي. وفي وقت لاحق قال سكان إن الطائرات الإسرائيلية حلقت فوق المناطق الوسطى والجنوبية وألقت قنابل تسببت في تصاعد أعمدة الدخان.
واستشهد 6 فلسطينيين وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية على منزل شرق خان يونس جنوب القطاع كما وصل إلى مستشفى ناصر، جثامين عدد من الشهداء والعشرات من الجرحى، جراء قصف طيران الاحتلال ومدفعيته المنازل شمال غرب، وشرق خان يونس.
وأسفرت غارات إسرائيلية على منازل في مخيم النصيرات وسط القطاع، عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى.
وفي شمال قطاع غزة، استشهدت طفلة وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية على منزل يؤوي نازحين في مخيم جباليا.
وانتشلت طواقم الإنقاذ والإسعاف جثامين 9 شهداء بينهم أم وبناتها الخمسة، جراء قصف منزلهم في بلدة جباليا، لترتفع حصيلة الشهداء في البلدة ومخيمها خلال الـ24 ساعة الماضية، إلى نحو 30 شهيدا والعشرات من الجرحى.
كما ارتقى ثمانية شهداء وأصيب عدد آخر من الفلسطينيين، في قصف اسرائيلي استهدف منزلين في رفح جنوب القطاع، نقلوا جميعا لمستشفى الكويت في رفح.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنها تلقت عشرات الاتصالات عن قصف منزل في جباليا، ووجود أعداد من الشهداء والجرحى، حيث لم تتمكن أي من طواقم الإسعاف أو فرق الانقاذ من الوصول إليهم.
يأتي ذلك فيما لم تعد هناك مستشفيات عاملة في شمال قطاع غزة، فيما تعمل 9 مستشفيات فقط من أصل 36 في جنوب القطاع، بحسب منظمة الصحة العالمية.
في غضون ذلك قتل ضابطان في الجيش الإسرائيلي واصيب 3 خلال المعارك في قطاع غزة حيث قالت مصادر عبرية ان الملازم شاي ايلي والرقيب أول طل شوع قتلا في معارك قطاع غزة فيما اصيب اصابة ثلاثة اخرين بجراح خطيرة .
وبذلك يرتفع عدد الضباط والجنود الإسرائيليين القتلى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 471، بينهم 139 منذ بداية العملية البرية في قطاع غزة.
من جهتها قالت وسائل إعلام إسرائيلية ان اسرائيل سحبت لواء غولاني من غزة بعد 60 يوما من القتال تكبد فيها خسائر كبيرة فقالت القناة 13 الإسرائيلية ان جنود الغولاني غادروا غزة لإعادة تنظيم صفوفهم وتكبد لواء غولاني خسائر كبيرة ، حيث قتل واصيب المئات من ضباطه وجنوده.
وجاء أمر سحب كتيبة "غولاني 13" بعد تكبدها خسائر فادحة في القطاع، ولا سيما في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، إذ قُتل في الحي قائد كتيبة "غولاني 13"، تومر غرينبرغ و8 ضباط ومقاتلين آخرين، في وقتٍ سابق.
وفي التفاصيل قالت القناة "12" الإسرائيلية إنّ جنود كتيبة "غولاني 13" انسحبوا من غزّة، مع العلم أنّ هؤلاء الجنود لم يعودوا إلى منازلهم منذ بداية الحرب، وقاتلوا في غزّة لمدّة 21 يوماً على التوالي دون انقطاع، وفقدوا خلال المعارك العديد من زملائهم.
جدير بالذكر أنّه قتل في منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وحتى اليوم، أكثر من 110 جنود من كتيبة "غولاني" بينهم قادة كتائب وعدد كبير من الضباط.
ولواء "غولاني" ومعروف باسم اللواء "رقم واحد"، هو لواء مُشاة ضمن "الجيش" الإسرائيلي وهو أحد ألوية ما يسمّيه الاحتلال بـ"النخبة".
إنسانياً يواجه أطفال غزة خطر الموت جوعاً وعطشاً، لا سيما في مناطق مدينة غزة وشماليها، حيث تنعدم فرص الحصول على وجبة طعام واحدة يومياً لمعظم العائلات، ويضطرون إلى استخدام أساليب غير آمنة وغير صحية لإشعال النار بهدف الطهي.
وكشفت دراسة للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزّة وتواصل تشديد الحصار.
وبيّنت الدراسة أنّ 98% من سكان القطاع يعانون عدم كفاية استهلاك الغذاء، و71% منهم يعانون مستويات حادة من الجوع. ويضطر 64% من الفلسطينيين في غزّة لتناول الحشائش والثمار والطعام غير الناضج والمواد منتهية الصلاحية لسد جوعهم.
سياسياً أرجأ مجلس الأمن الدولي مجددا، التصويت على مشروع قرار حول الوضع في غزة إلى اليوم الجمعة، بعد إرجاءات سابقة متكررة.
وهذه هي المرة الرابعة التي يؤجل فيها مجلس الأمن التصويت على مشروع قرار حول الوضع في قطاع غزة.
وجاء هذا التأجيل الجديد بعد أن أعلنت الولايات المتّحدة أنّها مستعدّة لتأييد النسخة الأخيرة من مشروع القرار، والتي تدعو إلى اتّخاذ "إجراءات عاجلة" لتحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن من دون المطالبة بوقف فوري للأعمال القتالية..
وبحسب مصادر دبلوماسية، فمن المقرّر أن يتمّ التصويت على مشروع القرار اليوم الجمعة.
ويدعو مشروع القرار بنسخته الجديدة التي صيغت الخميس، بحسب وكالة "فرانس برس"، إلى "اتّخاذ إجراءات عاجلة من شأنها أن تسمح على الفور بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، وكذلك تهيئة الظروف لوقف دائم للأعمال القتالية".
وبذلك يكون مشروع القرار الجديد قد تخلّى عن الدعوة إلى "وقف عاجل ودائم" للأعمال القتالية، وهي عبارة تضمّنها في نسخته الأصلية، وكذلك أيضا عن الدعوة إلى "تعليق عاجل" للأعمال القتالية، وهي عبارة أضعف وردت في نسخة لاحقة، لكن تمّ إسقاطها في النسخة الجديدة.
والتصويت الذي كان مقرّرا في الأساس يوم الإثنين أرجئ مرات عدّة كان آخرها مساء الخميس.
التعليقات على الموضوع