القضاء يتحرّك... ماذا يحصل مع أطفالٍ ومراهقين في قرى SOS؟
قصصٌ مأساويّة تحصل مع بعض أطفال قرى SOS في لبنان، من بينها ما حصل مع رامي نجيب، الذي بلغ سنّ التاسعة عشرة، وقال إنّه تعرّض لإهمالٍ صحي ونفسي ومعنويّ من قبل الجمعيّة حتى وصل به الأمر الى محاولة الانتحار، وهو في المستشفى اليوم.
رامي ليس وحده من تعرّض لسوء مُعاملة من قبل الجمعيّة على حدِّ ما كشفته مصادر مطّلعة على أوضاع أطفال المؤسّسة لموقع mtv، فوفق إخبارٍ قُدّم الى قاضي الأحداث في جبل لبنان جويل أبي حيدر في 15 شباط 2024، "يُعاني عددٌ كبيرٌ من أطفال وشبّان المؤسّسة الخيرية لجملة تعدّيات لفظيّة وجسديّة وجنسيّة، فهناك مراهقون يتناولون أدوية أعصاب بسبب وضعهم المعنوي، وقد أُدخل ولدان الى مصحّ للأمراض العصبيّة، ومراهقون آخرون تعرّضوا لتحرّشات واعتداءات جنسيّة متكرّرة، وأطفالٌ فقدوا كلّ أنواع الدعم النفسي والجسدي وحتى المستلزمات والضروريّات الأساسيّة للعيش".
وردت هذه المعلومات وتفاصيل أخرى في الإخبار الذي شدّد على أنّ إدارة SOS لا تطبّق التربية والرعاية الضروريّتين، وفق ما ورد في نظامها، وتتستّر على الأحداث التي تُجرّم المؤسّسة كما تتلف كلّ الأدلّة، أمّا المؤسّسة من جانبها، فرفضت كلّ هذه الادعاءات، ونفت كلّ ما ورد في الإخبار، مؤكّدة حرصها على كلّ طفل وشاب يعيش تحت جناحها. ولكن، ماذا يقول القضاء؟
في هذا السيّاق، أكّدت مصادر قضائيّة لموقع mtv أنّ "القضاء يتابع الملف بجديّة كبيرة، ويقوم بالتّحقيقات اللازمة، ويُغربل كلّ ما ورد في الإخبار ليميّز بين الأكاذيب وبين الوقائع"، مُضيفةً: "مصلحة الأطفال أولوية قصوى، ولا إهمالَ مطلقاً لهذا الملفّ، والقضاء لن يسكت على أيّ جرم، إن ثبُت حصوله، وسيتّخذ القرار المناسب".
جرائمٌ كبيرة، إن ثبُتت، فهي تأكيدٌ على أنّ وضع بعض الجمعيّات في لبنان ليس بخير، وأنّ آلاف الأطفال يعيشون في خطرٍ كبيرٍ يُهدّد حياتهم ومُستقبلهم، في وقتٍ يغيب فيه الدّور الرقابي للدّولة على بعض المؤسّسات، ليبقى القضاء هو الحكم وهو خشبة الخلاص الوحيدة لكلّ ضحية.
"mtv"
التعليقات على الموضوع