مشاريع الرحاب السكنية

ضربة كبيرة لإسرائيل... ولهذا عينُها على صيف لبنان




صيفُ لبنان يُزعج إسرائيل، والدّليل محاولتها بشتّى الوسائل تدمير الموسم السياحيّ بنوعٍ مُختلف من الأسلحة التي تستعملها ضدّ الجنوب، إنّه سلاح الشّائعات والافتراء وصولاً الى ضرب المطار وحركة السياحة المقبولة نسبيّاً رغم الأوضاع عبر الإعلام الغربي المُناصر لها.

يجتهدُ اللبنانيّون للتسويق للسياحة في بلدهم بمختلف الطّرق المّمكنة خصوصاً على مواقع التّواصل الاجتماعي التي تعكسُ الوجه الجميل للبنان رغم مرارة ما يعيشُه جنوبه الجريح، والحجوزات فاقت التوقّعات وذلك بفضل مناعة اللبنانيّين ومعرفتهم جيّداً أنّ لا صيفَ من دونهم وأنّ تواجدهم في لبنان في هذا الظّرف الدّقيق هو أشبه بأوكسيجين نجاة لاقتصاد بلدهم، إلاّ أنّه يبدو أنّ مقاومة لبنان السياحيّة أزعجت إسرائيل التي تُحاول لملمة تداعيات السياحة المعدومة فيها والتي ضربت اقتصادها في الصّميم.


لا سياحةَ في إسرائيل ولا سيّاح حتّى من جانب حلفائها الأعزّاء خصوصاً في شمال المناطق الفلسطينيّة المُحتلّة التي تحوّلت الى مناطق مهجورة بعدما أغلقها الجيش الإسرائيلي خوفاً من الصّواريخ.


ووفقاً لوزارة السياحة الإسرائيليّة، دخل الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة زهاء ثلاثة ملايين سائح منذ بداية عام 2023 حتى تشرين الأول الماضي، وكانت توقّعات مكتب الإحصاء المركزي في إسرائيل إيجابيّة تجاه السياحة قبل ضربة طوفان الأقصى، حيث وصل عدد السيّاح الوافدين منذ بداية عام 2023 تقريباً إلى مستوى ما قبل وباء "كورونا" في الـ2019، وهو ما اعتبرته السّلطات الإسرائيليّة إنجازاً كبيراً، ولكنّ أيار 2024 حمل صدمة كبيرة لإسرائيل، إذ دخل فقط 114 ألف سائحٍ مُقارنة بأكثر من ضعف الرّقم للشّهر نفسه من العام الماضي، ومنذ بداية عام 2024، دخل 400 ألف سائحٍ فقط الى الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة. 


المعاناة الإسرائيليّة الأكبر هي في قطاع الفنادق فيها الذي يمرُّ في أسوأ أيّامه، إذ إنّ العديد من الفنادق التي كانت تستضيف السيّاح باتت منازل موقّتة لعشرات الآلاف من الإسرائيليّين الذين تركوا منازلهم في الشمال والجنوب بسبب خطورة الأوضاع.


أمّا استماتة إسرائيل لإنعاش قطاع السياحة فيها فقد ظهر في بدعةٍ جديدةٍ اخترعتها تتمثّل بتنظيم جولات سياحيّة في الجنوب المدمّر بالقرب من الحدود مع غزّة. بعض السيّاح وبعض المشاهير كإيلون ماسك ومايكل دوغلاس وإيفانكا ترامب زاروا هذه المناطق وهناك من التقط صوراً قرب المنازل المُحترقة والمدمّرة. لهذا الحدّ وصل يأسُ إسرائيل لإنعاش سياحتها! 


هذه لمحة عمّا تعيشه إسرائيل من انهيار سياحيّ تكشف بعضاً من نيّاتها الخبيثة لضرب صيف لبنان، كيف لا، وكلّ حروبها وضرباتها تختارُ لها توقيت الصّيف لأنها تعلم جيّداً ما يعنيه هذا الموسم بالنسبة الى اللبنانيّين، إلا أنّ ما لا تدركه إسرائيل هو أنّ اللبنانيّين هم السيّاح الأوائل في لبنان، ولا تُخيفهم أي دعاية إسرائيليّة رخيصة. الصيفُ انطلق رسميّاً، والمغتربون عائدون، و"خمسة بعيون الإسرائيليّين"!


"MTV"

ليست هناك تعليقات