مشاريع الرحاب السكنية

هل يسرق الذكاء الاصطناعي أفكاركم؟


 

تُعدّ سرقة الذكاء الاصطناعي محتوى الآخرين من الإنترنت مشكلة كبيرة، لكنّ بعض العلماء توصلوا إلى حلّ لها، إلى حّد وفقاً لمجلة “تكنولوجي ريفيو” التابعة لمعهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا”، نشر فريق من الباحثين في “إمبريال كوليدج لندن” بحثًا حول “الأفخاخ الحقوقية”، وهي طريقة ابتكروها لمساعدة المبدعين على اكتشاف سرقة الذكاء الاصطناعيّ محتوياتهم، في حال حدوثها.


يمكن أن تُخفي شيفرة تلك الفخاخ، أجزاءً من النص في جميع الأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر، والتي من الناحية النظرية ستظهر لاحقاً كأدلّة دامغة إذا جرى تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على ذلك المحتوى.


وبالتالي، تمثِّل الأفخاخ الحقوقية علامات خفية مدمجة عمداً في المحتوى (على غرار النصوص المكتوبة) بغية تحديد الاستخدام غير المصرّح به، فتصير بمثابة وسيلة للمبدعين في حماية ملكيّاتهم الفكرية.


ليست فكرة الأفخاخ الحقوقية جديدة، إذ استخدُمِتْ سابقاً في حماية المحتوى من أدوات رقمية أخرى، لكنّ الجديد يتمثَّل في استخدامها حيال الذكاء الاصطناعي.


قد تكون التفاصيل التقنية الدقيقة معقّدة نوعاً ما، ولكنّ الفكرة تكمن في إخفاء سلاسل من النصوص غير المفهومة في مكان ما على الصفحة، مثل رمز المصدر، ويمكن اكتشافها إذا استُخدمَتْ في تدريب نماذج اللغات الكبيرة.


في المقابل، اعترف الباحثون بأنّ هذه الطريقة ليست مثالية، إذ يمكن لأيّ شخص التعرُّف على كيفية البحث عن هذه الأفخاخ والعثور عليها وإزالتها. ولكن، مع استمرار الجدل حول حقوق الطبع والنشر المتعلّق بالذكاء الاصطناعي التوليدي، من المنطقي أن يعمل الناس على إيجاد طرق للدفاع عن حقوق المبدعين.


لقد أدّى الافتقار إلى الشفافية في ما يتعلّق بالمحتوى المستخدم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي إلى نزاعات قانونية بين منشئي المحتوى وشركات التكنولوجيا، وتهدف الأفخاخ الحقوقية إلى معالجة هذه المشكلة.


قد لا تكون هذه الطريقة مثالية في ضمان حقوق النشر، لكنّها على الأقلّ، من خلال وضع علامات خفية على أعمال المبدعين، تمكّنهم لاحقًا التحقّق من مدى استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لتلك الأعمال من دون الحصول على إذن مناسب.


ليست هناك تعليقات