حكاية أمل من عاصِمة الجمال ... سلاحُ الإبداع مُقابِل آلة الموت والدَّمار...

في تحدٍّ للظُّروف الصَّعبة الَّتي يمُرّ بها لبنان، ورُغم العُدوان الغاشم على جنوبِنا الغالي، وتأكيدًا منهم على كسر كلِّ قواعد الخوف والاستسلام، وبعنوان الأمل في ربوع عاصمة الجمال، انطلق مهرجان الأمل الَّذي فاض منه الحُبّ والجمال ممزوجًا بالإبداع والإصرار.

وسط حضور جماهيري كبير وفعاليّات سياسيّة وثقافيّة وفنّيّة وإعلاميّة، وبرعاية بلديّة البرامية وجمعيّة شباب شرحبيل وبالتّعاوُن مع مُلتقى مُبدِعون تحت سماء صيدا، افتُتِح بعد عصر يوم أمس السَّبت مهرجان الأمل في بلدة البراميّة شرق صيدا.

حضر المهرجان رئيس بلديّة البراميّة "جورج سعد"، النّائب الدُّكتور "أسامة سعد"، النّائب الدُّكتور "عبد الرحمن البزري"، مُنسِّق عام تيّار المُستقبل في صيدا والجنوب الأُستاذ "مازن حشيشو" ممثِّلًا رئيسة مؤسَّسة الحريري السَّيِّدة "بهية الحريري"، السَّفير "عبد المولى الصلح"، رئيس جمعيّة شباب شرحبيل السَّيِّد "وليد السبع أعين"، وأعضاء من مجلس بلديَّة البراميّة وكوكبة كبيرة من الشَّخصيّات الثَّقافيّة والفنِّيّة والإعلاميّة والأهليّة والحُضور الشَّعبيّ.

وكان لمُلتقى "مُبدعون تحت سماء صيدا" بصمتهم المعهودة في عالم الرَّسم والإبداع والتَّميُّز كأضواء ساطعة تُنافس في بهائها البدر. وكُنا نحنُ في موقع البهاء نُواكب عرس الجمال خُطوة بخُطوة.

ومن ابرز المشاركين من ملتقى مبدعون تحت سماء صيدا :

الفنانة دلال العزي القيسي،الفنانة حياة أدهم، الفنان خضر الحجار، الفنانة بادرة البابا، الفنان ابراهيم السبع اعين،الفنانة سهى سليم،الفنانة سيرين السبع اعين، الفنانة رنا السمرة،الخطاط عز الدين المسلماني، الكاتبة ميسون زهرة رشيد،الفنانة سارة حمود،الفنانة فاطمة البطش..

شارك في هذا العُرس المُبهِر أيضًا حِرفيّون وفنّانون من صيدا والجوار، وكان للسَّيِّد "أحمد كيوان" مع مجموعة حرفتي حضورهم، كما كانت لـ "معهد آفاق" مُشاركة لافتة، بالإضافة إلى مُشاركة لأصحاب المشاريع الصَّغيرة من المأكولات والمشروبات والمونة البلديّة.

افتُتح الحفل بعزف النَّشيد الوطنيّ من قِبل الفرقة الموسيقيّة لكشّافة الفاروق، وكانت الانطلاقة مع كلمة مُميَّزة للكاتبة "ميسون زهرة رشيد"، بأُسلوبٍ شعريٍّ مليءٍ بالحُبّ والخيال، حيث روت للحاضرين حكاية أمل عن قصّة حُبّ بين الفنّ ومعشوقته البراميّة الَّتي أبهرته بجمالها الأخّاذ وعطرها الفوّاح.

وبعد ذلك، جاءت كلمة رئيس جمعيّة شباب شرحبيل السَّيِّد "وليد السبع أعين"، الَّذي رحَّب بجميع الحاضرين، مُشيرًا إلى أنَّ هذا المهرجان هو الانطلاقة السّادسة منذ العام 2018، الَّذي تُقيمه جمعيّة شباب شرحبيل. ووجَّه تحيّة إلى رئيس بلديّة البراميّة السَّيِّد "جورج سعد" لتقديره للفنّ والموسيقى وكافَّة المواهب الفنِّيّة بشكلٍ عام، ولحُسن استقباله في البلدة، خاتِمًا كلمته بالتَّحيّة للمُبدعين الَّذين تحدّوا بنجاحهم سياسة الموت والعدوان، مُجسِّدين بإبداعهم معنى الصُّمود على الأرض.

وكانت كلمة لرئيس بلديّة البراميّة السَّيِّد "جورج سعد"، رحَّب فيها بالجميع في ربوع البلدة الَّتي تفتح قلبها لتستقبل أحبّائها من كلِّ صوب، من صيدا حتّى جزين، مُشيرًا إلى أنَّ هدف هذا المهرجان هو تسليط الضَّوء على أصحاب المواهب من رسم ونحت وحرف يدويّة من صيدا والجوار. أمّا الهدف الثّاني فهو إيجاد فسحة أمل للفرح والتَّرفيه في ظلِّ الظُّروف الصَّعبة الَّتي تمُرّ بها البلاد، والَّتي تُرخي بثقلها على صدور الجميع. ووجَّه تحيّة إكبار لجنوبنا الغالي الصّامد في وجه العدوِّ الإسر"'ائيليّ، ولشُهدائنا الأبطال الَّذين بذلوا دماءهم دِفاعًا عن الوطن، كما وجَّه تحيّة عطرة إلى أهل غزَّة الصّامدة. وأكَّد أنَّ شعبًا يحملُ قضيَّة مُقدَّسة كقضيّة فلسطين لن يُهزم، بل سينتصر مهما طال الزَّمن. وختم كلمته بالشُّكر لكلِّ من ساهم في نجاح المهرجان، وخصَّ بالذِّكر رئيس جمعيَّة شباب شرحبيل السَّيِّد "وليد السبع أعين" والسَّيِّدة "ريما سنجر" ومُلتقى "مُبدعون تحت سماء صيدا" وأعضاء بلديّة البراميّة، مرحبًا بكلِّ زُوّار البلدة، مُتمنِّيًا أن تظلَّ البراميّة عاصمة الجمال.

ومن ضمن المُشاركين في فعاليّات المهرجان، كان الشّاب "حليم سليمان" صاحب مشروع "ليمونة حامضة"، وهو عبارة عن عربة مُتنقِّلة لبيع عصير اللّيموناضة بالنّعناع، المصنوعة من موادٍ طبيعيّة من الحامض المحليّ من بساتين صيدا والنّعناع من حديقته، وحتّى ماء الزَّهر من شغل البيت.

كذلك قدَّمت فرقة "راما دايز" عرضًا للأطفال، أضفى جوًّا من الفرح والسَّعادة في نفوس الحاضرين.

وكانت أيضًا مُشاركة لافتة من معاهد الآفاق، حيث رافقت فعاليّات المهرجان حتّى النّهاية، مُقدِّمةً مِنحًا تعليميّة للطُّلّاب الرّاغبين في التَّسجيل في المعهد يوم المهرجان.

وعلى هامشِ المهرجان، قدَّم المُبدعون والحرفيّون وأصحاب عربات المأكولات والمشروبات هدايا للحاضرين من أعمالهم في مُسابقة فنِّيَّة خفيفة قدَّمها عضو جمعيّة شباب شرحبيل الشّاب "محمد الأسطى".

رافق المهرجان الفنّان إبراهيم وهبي وفرقته الموسيقيّة، برفقة "هيثم مرعي" و"محمد جمعة"، حيث قدَّموا خلال الأمسيّة معزوفات وأغنيات طربيّة ووطنيّة.

نجح مُنظِّمو المهرجان والمُبدعون معهم في إهدائنا ليلة ساحرة، ليلة من ألف ليلة وليلة... سيتبعها في المُستقبل القريب ليالٍ ساحرة أُخرى وحكاية جديدة بعنوانٍ جديد.

*فريق عمل موقع البهاء*