مشاريع الرحاب السكنية

سوريا على حافة التحول... ومن المستفيد؟


 


شهدت الساعات الأخيرة تطورات ميدانية مفاجئة في مدينة حلب شمال سوريا، امتدت إلى حماة في وسط البلاد، بعد دخول "هيئة تحرير الشام" وفصائل مسلحة أخرى إلى المدينتين.


هذه التحولات تضع البلاد أمام واقع جديد، خاصة في حلب التي كانت تحت سيطرة الحكومة السورية بالكامل منذ أن استعادت القوات الحكومية المدينة في عام 2016 بعد خسارتها بيد الفصائل المعارضة, وقد لفتت هذه التطورات الأنظار إلى الأطراف المستفيدة من التصعيد.


ربط العديد من المحللين التصعيد الأخير بتهديد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي أشار في وقت سابق إلى أن سوريا قد تكون ساحة الحرب التالية بعد لبنان، في تهديد واضح يتعلق بالوجود الإيراني في سوريا.


وقد تزامن هذا التهديد مع الهجوم المنسق من الفصائل السورية ضد الحكومة السورية، مما أدى إلى استنتاجات بأن إسرائيل ربما ترى في الهجوم فرصة لتقليص النفوذ الإيراني في سوريا، وبذلك تقليص تهديد الأسلحة المتقدمة التي كانت سببًا في تصريحات نتنياهو.


من جهة أخرى، تبرز تركيا كلاعب رئيسي في النزاع السوري، حيث تدعم الفصائل المسلحة في محافظة إدلب التي تلاصق حدودها.


ووفقا لتحليلات، فإن الهجوم الأخير قد يخدم المصالح التركية، إذ تسعى أنقرة إلى إقامة منطقة آمنة لاحتضان اللاجئين السوريين، وهو ما يمثل أولوية قصوى لها,كما أن تركيا تحاول الحد من النفوذ الإيراني في سوريا، الذي يشكل تهديدًا لأمنها القومي.


في هذا السياق، قال الباحث السياسي مهند حافظ أوغلو إن تركيا لم ترفض تمامًا المفاوضات مع الحكومة السورية، بل تركت الباب مواربًا للمحادثات.


وأضاف في تصريحات لـ "الحدث" أن هناك محاولات لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، وهو مطلب روسي مستمر، وأشار أوغلو إلى أن ما يحدث قد يكون بمثابة رسالة تركية غير مباشرة للضغط على الحكومة السورية، بعد أشهر من التعنت السوري، لتحقيق تقدم في العلاقة بين البلدين.


من جهة أخرى، يرى أوغلو أن تطبيع العلاقات بين البلدين سيساعد في ضمان أمن الحدود، ومنع انتشار الجماعات الإرهابية مثل الأكراد و"هيئة تحرير الشام"، كما اعتبر أن الحكومة السورية وضعت شروطًا صعبة أمام تركيا بشأن انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وهو ما جعل الجيش السوري غير قادر على ملء الفراغ الأمني.


فيما يتعلق بالمستجدات الميدانية في حلب، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الفصائل المسلحة و"هيئة تحرير الشام" تمكنت من السيطرة على بلدتي خناصر والسفيرة، بالإضافة إلى استعادة طريق حلب-دمشق (M5) ومطار كويرس في ريف حلب، بالإضافة إلى عدة مواقع عسكرية أخرى.


وأوضح المرصد أن المدينة بالكامل باتت خارج سيطرة الجيش السوري بعد انسحاب قواته منها دون مقاومة. وأضاف مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن السيطرة على حلب قد تكون بالكامل في يد الفصائل المسلحة باستثناء الأحياء التي يسيطر عليها الأكراد.


ويُذكر أن الهجوم المفاجئ على حلب بدأ منذ الأربعاء الماضي، حيث انسحبت القوات السورية من المدينة، التي كانت تحت سيطرتها منذ عام 2016، مما أثار مخاوف في العراق وروسيا وإيران، الحلفاء الرئيسيين للنظام السوري. من جهتها، نفت أنقرة أي علاقة.

ليست هناك تعليقات