مشاريع الرحاب السكنية

3 سيناريوهات لتجدد إطلاق النار بين إسـ..ـرائيل و"حـ..زب الله"




 إن تجدد إطلاق النار في لبنان سوف تكون له انعكاسات خطيرة على  الكيان اللبناني، وسوف يولّد حالة من الإحباط الشديد لدى جميع اللبنانيين الذين وضعوا كل آمالهم بالعهد الجديد، الذي جاء بفرض وقف إطلاق النار من الخارج، وبانتخاب رئيس للجمهورية بضغوط كبيرة من الخارج، وبخلق جو خارجي مؤاتٍ لتسمية رئيس حكومة. وأيضاً بالوعود التي قطعها رعاة الاتفاق المتعلقة بانسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة خلال الحرب الأخيرة. وخرق الاتفاق وعودة الاشتباكات سوف ينتجان عدة سيناريوهات:


السيناريو الأول: هو الذريعة التي يتكلم عليها المسؤولون الإسرائيليون، والتي تُرَدِد أن حزب الله لم ينسحب من الجنوب، ولم يسحب أسلحته ومعداته، وأنه ما زال يحتفظ بمراكز سرية وأنفاق منتشرة على أرض الجنوب وبعض المناطق اللبنانية الأخرى. وهذا ما سوف يستخدمه الإسرائيلي لتأخير موعد الانسحاب أو للبقاء في الجنوب إلى أجل غير مسمّى.


ونتيجة لهذه الفرضية، ترفض المقاومة الانسحاب أيضاً، ممّا يدفع العدو إلى ضرب المراكز المدّعى بها في القرى والمدن، ليس فقط في الجنوب وإنما في كل المناطق التي كانت مسرحاً لعملياته، مما يدفع المقاومة إلى الرد على ما سيسمّى من قبل الجهة اللبنانية اعتداءات إسرائيلية وخرقاً لإطلاق النار وعمليات إرهابية، ودفاعاً عن النفس من الجهة الإسرائيلية.


السيناريو الثاني: عدم الامتثال للاتفاق من قبل حزب الله والادّعاء بأنه نفّذ المطلوب منه في جنوبي الليطاني، لأن الاتفاق على نزع سلاحه يتعلّق حصراً بهذه المنطقة. وإن كل محاولة لنزع السلاح في مناطق أخرى هو تعدٍ على السبيل الوحيد لحماية البيئة الشيعية، ولعدم العودة إلى السبعينيات من القرن الماضي حين كانت القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات نسف للمنازل واعتقال لمسؤولي المقاومة الفلسطينية واللبنانية في عمق الأراضي اللبنانية، من دون أن تتمكّن القوى الشرعية اللبنانية الحكومية من حمايتها أو التدخّل لمنعها. وهذا السيناريو هو الأرجح إذ إن الجيش اللبناني سوف يتحاشى تنفيذ الاتفاق بالقوة، لأن ذلك سيؤدي إلى اشتباكات قد تقسم المجتمع اللبناني بين مؤيد ومعارض، وتدفع بعض التنظيمات المعروفة التي كان العمل العسكري الميليشياوي أساساً في وجودها إلى التدخّل العسكري، فترجع الحمايات للساحات، وتطفو على وجه المشهد الداخلي. ولن يكون عندها للقوى الشرعية دور غير التموضع الوسطيّ بين الأطراف الميليشياوية خشية من دعوة كلّ طرف لأبناء طائفتهم المنتمين للجيش إلى الالتحاق بطائفته. وهذا ما يشكّل خطراً شديداً على الكيان اللبناني.


والسيناريو الثالث: هو أن تعلن إسرائيل أنها لن تنسحب من الأراضي التي احتلتها أو من بعض النقاط التي تعتبرها مراكز استراتيجية ضرورية لأمنها. وهذا ما سيضع الدول الضامنة للاتفاق والأمم المتحدة أمام مسؤولياتها وتدفعها لأن تطالب إسرائيل بالانسحاب، وتصدر قراراً جديداً تنفيذياً للقرار ١٧٠١ على غرار القرار ٤٢٦، الذي صدر مباشرةً بعد القرار ٤٢٥، ولكن تحت الفصل السادس، فيقضي بتشكيل قوة دولية لتنفيذه وإجبار إسرائيل على الانسحاب بالقوة. وهذا السيناريو يعتمد على الإجماع الدولي، وعلى نزع كلّ فتيل للحرب في لبنان، والسير بهذا البلد نحو السلام والاستقرار. في هذا الوضع يكون الجيش اللبناني في أي عمل يقوم به مدعوماً من الأمم المتحدة ومن الدول الضامنة، وضمن القوة المشكلة من قبل مجلس الأمن، بحيث لا تستطيع إسرائيل الوقوف بوجه المجتمع الدولي كدولة مارقة.


كل هذا يتطلب حكمة وجرأة وسرعة بأخذ القرارات من قبل الحكومة اللبنانية، ووعياً وصبراً من قبل الشعب اللبناني، وثقة كبيرة بالمسؤولين، ووحدة وطنية بدونها لا خلاص للبنان من أيّ أزمة.


"العميد الركن المتقاعد مارون خريش - النهار"

ليست هناك تعليقات