مشاريع الرحاب السكنية

"تحديثاتٌ جذرية" في الضمان الاجتماعي

لبّى المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الدكتور محمد كركي، دعوة الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان، حيث التقى أمينها العام الأب يوسف نصر، في حضور وفد من الصندوق ضمّ المدير المالي ورئيس الديوان بالوكالة، السيد شوقي أبو نصيف، ومديرة ضمان المرض والأمومة السيدة سحر مجري، ومديرة العلاقات العامة السيدة لور وهبي، إلى جانب مدراء المدارس المعنيين.

استهلّ اللقاء بكلمة من الأب يوسف نصر الذي عبّر عن شكره العميق للدكتور كركي وللوفد المرافق على جهودهم المستمرة في إدارة مؤسسة الضمان الاجتماعي في أصعب الأوقات التي تمر بها البلاد، مؤكداً على أهمية الدور الذي تلعبه المدارس الكاثوليكية في لبنان، حيث تشكل هذه المدارس حوالي 30% من القطاع التعليمي الخاص و20% من القطاع التعليمي في البلاد. كما شدد نصر على التعاون المثمر بين الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في معالجة الصعوبات التي تواجه القطاع التربوي في لبنان، لاسيما في ظل الأزمات الراهنة.


وفي ردّه على كلمة الأب نصر، عرض الدكتور كركي أبرز الإنجازات التي حققتها إدارة الضمان الاجتماعي رغم التحديات الكبيرة، مشيراً إلى الجهود المبذولة لضمان حصول المضمونين على حقوقهم في أصعب الظروف المالية والاقتصادية والأمنية التي مرّ بها لبنان خلال السنوات الماضية.


واستعرض كركي المسار الإصلاحي الذي بدأه منذ نهاية العام 2019، حيث شهدت تقديمات الصندوق الصحية والاجتماعية تراجعاً ملحوظاً نتيجة الأزمات المتتالية، لكنه أكد على أن الجهود المبذولة تهدف إلى إعادة تحسين خدمات الصندوق وتوسيع نطاق التغطية الصحية والاجتماعية، حيث قال:


"زيادة التعرفات الصحية: تم اعتماد نظام العمل الجراحي المقطوع، حيث بات الصندوق يغطي حوالي 290 عملية جراحية بنسبة 90%.


التغطية الدوائية: عادت نسبة التغطية الدوائية إلى 80% للأدوية الأقل تكلفة.


زيادة المعاينات الطبية: شهدت المعاينات الطبية زيادة بنحو 20 ضعفاً، بينما زادت تعرفة جلسات غسيل الكلى بمقدار 60 ضعفاً".


وفي خطوة نوعية، أعلن كركي عن رفع تعرفة الاستشفاء لمختلف الأعمال الطبية (الإقامة العادية، العناية الفائقة، العزل، والفحوصات المخبرية والشعاعية) التي كانت تشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على المرضى المضمونين. وأكد أن التقديمات الصحية ستعود إلى ما كانت عليه قبل الأزمة خلال الأسابيع القليلة القادمة.


أما في ما يخص تعويضات نهاية الخدمة، فقد أشاد كركي بالإنجاز الكبير الذي تحقق برفع قيمتها الفعلية من 5% إلى 42% مقارنة بما كانت عليه قبل الأزمة. كما أشار إلى إقرار قانون التقاعد والحماية الاجتماعية والدفع باتجاه إصدار المراسيم التطبيقية اللازمة في أقرب وقت ممكن.


وفي ما يتعلق بملف التحول الرقمي والمكننة الشاملة، أكد كركي على أهمية الموقع التفاعلي للصندوق الذي بات يوفر عددًا من الخدمات الإلكترونية عن بُعد مثل إفادة الخدمة والتصريح السنوي، مع سعيه لتوسيع دائرة هذه الخدمات لتشمل مزيدًا من أعمال الصندوق. كما أعلن عن إطلاق مناقصة جديدة لمكننة أعمال براءة الذمة، ليتمكن أصحاب المؤسسات من تقديم ومعالجة هذه المعاملات عن بعد دون الحاجة للحضور شخصياً إلى مكاتب الصندوق.


وفي إطار تسهيل الإجراءات، كشف كركي عن تمكين الشركات والفئات الخاصة (أطباء، اختياريين، متقاعدين، مخاتير) من دفع اشتراكاتهم عبر المؤسسات المالية والمصارف، متوقعًا أن يصبح هذا المشروع جاهزًا للعمل في الأسابيع القليلة المقبلة. وأوضح أن مشروع قانون الإعفاء من الاشتراكات المتأخرة، الذي يتعلق بالفترة التي تسبق عام 2000، يسير في الاتجاه الصحيح وأصبح قريباً من التحقق، ما سيؤدي إلى تسهيل العديد من المعاملات، لاسيما حصول أصحاب العمل على براءات الذمة بسرعة أكبر.


وفي ختام اللقاء، قدم الأب يوسف نصر درعًا تكريميًا للدكتور محمد كركي عربون شكر وتقدير لجهوده المميزة في إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في أصعب الظروف، واعترافًا بتفانيه في خدمة المضمونين. من جانبه، شكر كركي الأب نصر وفريق الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية على هذه الدعوة والتكريم، معتبراً أن الجهود التي يبذلها الجميع في بناء الإنسان من خلال المؤسسات التعليمية التي يشرفون عليها تعتبر من أهم الأسس التي تبني مستقبل لبنان.

ليست هناك تعليقات